الاثنين، 11 أبريل 2016

خربشة مختص

خربشة مختص،،،

منذ سنوات اخترت مسار التوحد لأتعلم ماهيته و سماته وخصائصه، وبالفعل مكنني الله عز و جل و وفقني لأن أخوض غماره، و أتمعن في أعراضه، أول و أقوى معلومة تعلمتها:ثالوث الأعراض (التفاعل الاجتماعي، التواصل، الطقوس النمطية)، شكر الله سعي الكاتبة وفاء الشامي، وأثاب الدكتور هويدي على العرض المنمق لهذا الاضطراب في أروقة القاعات و صفحات الكتب.

(قلنا بسم الله) وتخصصت ، واقتربت أكثر من أطفال هذا العالم، وتعلمت بتدريبهم صفات الصبر، العزيمة، التفاؤل، المثابرة، التخطيط و الطموح، لم يكن الطفل ذو اضطراب طيف التوحد هما وعبئا  عسيرا، إنما العسر حينما أرى مختصا متقاعسا، والدا هاربا من مسؤلية طفله، مراكزا حلوبة للأموال الطائلة و إن كانت من المتطلبات خالية.

لم أتوجع من قسوة القلنسوة التي تأطر بها هذا النوع من الأطفال، بل الألم حينما أرى المختص يتفرد بالمهارة غير آبه بضرورة أن يتقنها الأقربون للطفل طامعا لأن يكون له نصيب من الاحتياج والمكانة لدى الأهالي، ثم يجعل له من هذا رزقا عريضا بالغ المردود. لابأسَ إن كان من أهلِ الاختصاص ولكن المصيبة ما إذا كانت الحاجة تجعل من غير المختص مختصا، حتى باتت العملية مهنة من لا مهنة له، وبالتوالي زاد تعداد من  يعرضون أسماءهم للجلسات التدريبية الخاصة وبمبالغ باهظة.

ولا بأس أن أزيد على خربشتي:

#الدمج العقيم: بعض المؤسسات التي تدعي القيام ببرامج الدمج بين العاديين وذوي التوحد تتجاهل الكثير من قوانين الدمج وبعضها لايؤمن بها أو يعيها أصلا، و من اللطيف أن البعض عرف قدر نفسه فلم يدعي الخوض في متاهات الدمج مع العاديين واكتفى بلون الدمج (الأحمق) فالطفل ذو التوحد تراه مُدمج مع المعاق ذهنيا أو ذي الشلل الدماغي أو مع ذوي اضطراب التواصل...الخ
ولا أدري كيف ننتظر تطور قدراته في بيئة غير محفزة للتعلم نفسيا واجتماعيا على الأقل!!

# التكدس:
زر مراكزنا الجميلة وقس السعة الاستيعابية للأفراد وفقا لتوزيعات البرامج العالمية، و افحص تناسب الكادر التعليمي مع الأطفال، ويكفينا الإشارة إلى أن الدراسات تشير إلى فاعلية التعليم الفردي لا الجماعي، بطبيعة الحال هذا اللون مكلف في الميدان التربوي و أرباب المشاريع (المراكز) لايقربوه (مايدانوه) طمعا في المزيد من الأموال غالبا.

# التشخيص بآلة التزلج
أولا تحية لكل مختص في فريق التشخيص يحترم مهنته ويتريث في حكمه بخلاف مايقوم به البعض متسرعين غير آبهين بأدبيات التشخيص العلمي المتقن، أتذكر إحداهن تم تشخيص ابنها في ١٣دقيقة، وبدون الاستعانة بفريق متعدد التخصصات، أو بقوانين الملاحظة المعمقة التي تضمن مشاهدة السلوك المستمر لا المؤقت، أيضا أصبح التشخيص كالفتوى التي لا تصدر من الشخصية المحددة فيتصدى لها من تدارس وتباحث في بعض ميادين اضطراب التوحد، بينما و كما ذكرت يفترض أن تصدر من فريق متعدد التخصصات (طبيب، معلم، طبيب أطفال، طبيب أعصاب وغيرهم ) و يرأس هذا الفريق مختص في مجال علم نفس الأطفال ومتدرب على تقييم وتشخيص هذا الاضطراب، أما ذاك التشخيص السريع و كأن العملية (مشوار تزلج) فلا يجدي .


#الأسر غير الفعالة
بعضها للأسف الشديد لا يفكر وليس لديها دافعية للعمل في سبيل تطوير أبنائهم، بينما العاتق كبير و يشكل مطلب بالغ الأهمية فالساعات التي يقضيها الطفل في المؤسسة التعليمية لا تكفي للحاق بقطار التقدم، فعلى الأُسر أن تعي أهمية دورها من أجل دعم و مساندة هذه الفئة الغالية.

ختاما:

إلى المراكز: تحية للإدارات والكوادر التي تتحمل المسئولية وتعمل بجد وحسب الامكانات المتاحة وتحاول مقارعة المراكز العالمية، أما تلك المراكز المنشأة لأهداف مالية بعيدا عن المهنية فأقول ميادين الحياة مليئة بالفرص الاستثمارية و من المعيب أن ترتقوا بأموالكم على أكتاف هؤلاء.

إلى الأسرة: أيتهما الأم (أو الأب) كوني أخصائية طفلك.


إلى المختص: تغلب على الظروف العقيمة وكن منتجا من أجل هذا الطفل.

إلى المجتمع: ادعموا هذه الفئة وافهمومها وتقبلوها بينكم ولا تشكلوا وسيلة ضغط على الأهالي فينزووا بعيدا عنكم.


بقلم:عبدالحكيم العواس، اليوم العالمي للتوحد ٢٠١٦

هناك 5 تعليقات:

  1. خربشتك جميلة جدا وتصب في خدمة أطفالنا وأنت كمختص تمثل بادرة أمل لنا نحن الأمهات فهنيئا لمجمتع إذا وجد منهم في مثل أهدافك وخدمة مجتمعك..

    ردحذف
  2. في الواقع انتم الأمل والمستقبل الحقيقي لأطفالكم

    ردحذف