بقلم: أ. عبدالحكيم العواس
🍃رؤية مختص، وعتاب مواطن🍃
بمناسبة اليوم العالمي لطيف التوحد
2أبريل 2017
بين الزحام والقيل والقال في مجال التوحد أوجه مقالي إلى كل من:
🍃المؤسسات الرسمية:
الجهات الرسمية المخولة بتعليم ورعاية و تقديم الخدمات الطبية لذوي طيف التوحد:
لاتخفى عليكم معاناة ذوي الطيف و أهليهم و لا تجهلوا حالة الضياع التي يعيشونها إزاء الشبكة (و الشربكة) المخلوقة أمامهم . تعدد جهات، و تضارب رؤى، و تصادم أفكار، بين وزارات التعليم و الصحة والعمل والتنمية الاجتماعية، فنجد أُمّا تائهة و أباً محزونا و طفلا لا ملجأ له.
خدمات متعددة يشوبها عدم التكامل وعدم الحرفية و مامن جدية حتى، فلاحظوا ‼
حان الوقت أن نصب رؤيتنا في : توحيد الجهد والجهة، جهة تقوم بالمهمة (و بِهمة)، عليها عاتق المسح والكشف والتدخل السىريع، تشخص وتفرز وتوجه، تؤهل و تدمج بحرفية، جهة متخصصة في كل ذلك توصل أطفالنا تدريجيا إلى بر التعايش الأسري و المهنية والأمان.
كفانا تشتت للجهد وضياع للوقت و نقص في الكفاءة، وحيث أن اضطراب طيف التوحد أمسى أسرع منا بكثير، فينبغي لملمة البذل الضائع والجهد العقيم من أجل تحديد جهة البوصلة وتمرحل العمل ومعرفة طريقة التعاطي مع كل مرحلة.
كل مهتم في الميدان يرى حجم الإحباط الذي تعيشه الأسر ، مما اضطر بعضهم إلى البحث عن بديل خارج البلاد، و هذه دعوة لمبادرة قد تعيد شيئا من تلك الثقة قبل فوات الآوان، فتمعنوا‼
🍃الأُمات:
أقول الأُمات ولا أضيف الآباء في هذه الجزئية متعمدا وقاصدا.
فيؤسفني أن الهم و العناء والذهاب والإياب و المقابلات و القلق و الاكتئاب يلقي بثقله على تلك المسماة (أم) على الأعم ، في غياب بَيّن و سبات ليس بهيّن من قبل الأب، وهذا غالبا إلا ماندر، فابحثوا ‼
من بين عشر مراجعات تتولى فيها الأم زمام الزيارة والمراجعة للمختص، ربما ترى واحدة من الزيارات يشارك فيها الأب زوجته .
ولا أعرف سر العزوف منهم (عنهن)، فلربما حالة اليأس من الخدمات، أو التجاهل والهروب من المسئوليات، وفي جميع الحالات في هذا ظلم كبير لهن (أي للأمات) في وقتٍ فيه الحاجة لكم ماسة، فبادروا ‼
🍃المتخصصون :
لا تفتي بما تجهل
و لا تقم بغير المخول لك
و لاتتجاوز حدود جغرافيتك
تعامل مع الحالات بحرفية وفنية
فلا داع لأن تشخص و أنت مجرد معلم، و لا مبرر لأن تصبح : أخصائي تربية خاصة وتوحد وتواصل وتخاطب و فني تعديل سلوك و تكامل حسي في ظرف أيام تدربت فيها بدورات غير مهنية.
ولا داع لأن تفتح منزلك لتستقبل و تطلق الأحكام على الحالات، فهذا توحد، و ذاك سمات، و هذا طيف وتلك تخلف وبمبالغ فلكية ، بينما أقصى دور يحق لك القيام به هو التقييم و التخطيط و التدريب، فتَراجع ‼
اجعل من نفسك شخصية تعتز بكينونتها، طموحة في أهدافها، منمية لإمكاناتها، مهنية في أعمالها.
لاتجعل من هذا التخصص جوا تجاريا ماديا بحتا، و لاتستغل الضعف والشتات الأسري عند بعض الحالات فتتعدى على القيم أو الثوابت الدينية والاجتماعية.
و لاتهدف إلى علاقات مشبوهة مع الجنس الآخر من بوابة العمل مع فئات التوحد، فميداننا إنساني بحاجة لشخصية عطوفة، و مهني ينادي بالأيدي المعطاءة، فتذكروا ‼
أقول هذا ولدي العديد من الشواهد على بعض من تلبسوا بلباس التخصص ، يستدرج، و يستميل، و يتحرش، و يعتدي إن تمكن..
أيتها الأم ، أيتها المتخصصة: لا تسمحي لأحدهم أن يعبث أو يستغل ضعفك الأسري أو المعرفي، كوني على حذر فالذئاب تحيط بتخصصنا.
و في الوقت الذي نحذر من القلة القليلة أيضا ينبغي عدم نسيان الأغلبية الشريفة العاملة بإخلاص و تفان، وفقهم الله لكل خير.
🍃إدارات التربية الخاصة والمدارس:
*استبعدوا كل من هو غير متخصص في أروقة الأقسام..
* لاتتوانوا في محاسبة المقصرين بالميدان المدرسي، لماذا بعض المعلمين في بعض برامج التوحد لانراه في المدرسة إلا لمدة يومين في بعض الأسابيع ثم (يشرد) إلى مدينته، غير آبهين بالطفل و الصعوبات التي تعتريه، لذا ينبغي أن يتحلا الطاقم التعليمي بالاستقرار الوظيفي بحيث يدرّس الطلاب بني مدينتهم تخفيفا من مشاكل الغياب الفاضحة.
*لماذا لانجد نشاطا لخبراء التخصص المحليين و الأجانب، ولماذا لانرى تفعيلا لأهم أساليب التعلم و التدريب الحديثة التي تتسابق عليها مختلف البلدان؟! على الرغم من أن حكومتنا وضعت ميزانيات ضخمة من أجل هذا
* أين وسائل التعلم و أين البيئات المنظمة و متى نوفر متطلبات البيئة التعليمية الملائمة.
فتسابقوا‼
🍃المراكز الخاصة:
تمدكم الوزارة بمبالغ عالية ولا تنفقوا من أجل الأطفال إلا القليل، أين تفعيل الخدمات المساندة (العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، التغذية الصحية، التخاطب، الدمج الاجتماعي، التطوير المهني، ...الخ)، و أين خطط التطوير للكادر التعليمي، و أين الاتفاقيات والبروتوكولات مع الجهات الخارجية ، فلنخفف من جهدنا في حساب العوائد المادية ونوجهها من أجل العوائد النمائية للأطفال.
فاكترثوا‼