الخميس، 18 فبراير 2016

التوحد



ماهو التوحد؟

التوحد:     
      يعد التوحد من الاضطرابات النمائية الأكثر شيوعا في الوقت الحاضر والتي يبدأ ظهورها خلال مرحلة الطفولة المبكرة ، حيث أن ذوي التوحد يعانون من قصور شديد في المهارات الاجتماعية، ومهارات العناية بالذات .
      في عام 1943 وصف الطبيب النفسي" ليوكانر Leo kanner  "أحد عشر حالة بأنهم يعانون من الذاتوية (التوحد) في مرحلة الطفولة المبكرة Early infantile Autism   وقد اعتبرهم مختلفين تشخيصياً عن الفصام وغيره من أشكال الاضطرابات الارتقائية (Volkmar&Cohen,1999).
    كما أنه قد تعددت المصطلحات حول مفهوم التوحد فقد أطلق عليه بعض الباحثين الذاتوية ،أو الأنانية(الحفنى، 1978) وهناك من يسميها الاجترار أو الإجترارية، أو اجترار الذات(الشخص و الدماطى، 1992) والبعض الآخر أطلق عليها مصطلح الإنغلاق الطفولى، أو الانغلاق النفسي(عماره، 1999 )، كما يسميها آخرون الذهان الذاتوى، أو التوحدية الطفولية(شعلان، 1979 )أو فصام الطفولة (سوين، 1979 )، وهناك من يسميها الأوتيزم أو الأوتيسية(الخطاب، 1991).  كما أن بعض الباحثين يطلق عليها متلازمة كانر Kanner’s Syndrome (الأشول, 1987  ).
     كما قيل عن التوحد على أنه مصطلح يشير إلى الإنغلاق على النفس، والاستغراق في التفكير، وضعف القدرة على الانتباه، وضعف القدرة على التواصل، وإقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين، فضلا عن وجود النشاط الحركى المفرط(عبدالله، 2002).
     ويشيرالرخاوى(2003)إلى أن التوحد الطفولى نوع من الإنغلاق على الذات منذ الولادة حيث يعجز الطفل حديث الولادة عن التواصل مع الآخرين بدءا من أمه، وقد ينجح في عمل علاقات جزئيه مع أجزاء الأشياء المادية، وبالتالي يعاق نموه اللغوى.
       أما الجمعية الأمريكية للتوحد(1999)The Autism Society of America  فترى أن هناك سمات يتميز بها الفرد ذو التوحد هي: القصور في الاتصال اللفظي وغير اللفظي، التفاعل الاجتماعي و القصور الحسى للعب، حيث يعانى الطفل التوحدى من نقص في التلقائية أو اللعب التخيلى، ويحتمل أن يكون الطفل التوحدى شديد النشاط أو سلبى جدا (زيتون, 2003).
     وترى عسليه(2006) أنه عجز يعيق تطوير المهارات الاجتماعية والتواصل اللفظي وغير اللفظي واللعب التخيلي والإبداعي وهو نتيجة اضطراب عصبي يؤثرعلى الطريقة التي يتم من خلالها جمع المعلومات ومعالجتها بواسطة الدماغ مسببة مشكلات في المهارات الاجتماعية تتمثل في عدم  القدرة على الارتباط وخلق علاقات مع الأفراد، وعدم القدرة على اللعب واستخدام وقت الفراغ، ويحدث في السنوات الثلاث الأولى من العمر.
     ولم يظهر التوحد في الطبعة الأولى والثانية من الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقليةDiagnostic & Statistical Manual of Mental Disorders (DSM-III)   الذي أصدرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي في عامي 1952، 1968 وظهر للمرة الأولى في الطبعة الثالثة لدليل التشخيص الإحصائي الثالث عام 1980(Volkmar & Cohen,1999 ).
     ويشير هذا الدليل في الإصدار الرابع إلى أن التوحد يشمل القصور في الجوانب التالية:
1- قصور نوعي في التفاعل الاجتماعي .
2- قصور نوعي في التواصل.
3- سلوك نمطي ومتكرر وذخيرة محدودة من الاهتمامات والنشاطات (في: الشامي, 2004).
أما ما جاء في الدليل الخامس فقد تم تخصيص القصور في جانبين فقط:
1- قصور في التواصل الاجتماعي.
2-  سلوك نمطي ومتكرر وذخيرة محدودة من الاهتمامات والنشاطات.





ومما سبق يمكن القول بأن مصطلح التوحد يدل على:

إعاقة نمائية، تصيب الأطفال في السنوات الثلاث الأولى من العمر، وتستمر مدى الحياة، وتظهر اضطرابات متعددة شديدة، خاصة في التواصل( اللغوي والبصري)، فهو منغلق على نفسه مع جمود عاطفي وانفعالي، واضطراب في الاستجابات الحسية للمثيرات، فهو اضطراب سلوكي واجتماعي وانفعالي وذهني، ومن  التعريفات السابقة يُلاحظ مايلي:

1-             أن الإصابة بالتوحد تكون خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل.

2-             ليس هناك اتفاق على المصطلح المستخدم.

3-    هناك انعزال واضح للطفل التوحدي عن محيطه مما يجعله يتأخر اجتماعياً ولغوياً وفي جانب التواصل والإصرار على مزاولة طقوس نمطية معينة.

المراجع:

الحفنى، عبدالمنعم .(1978) . موسوعة علم النـفس والتحليل النفسى . القاهرة  : مكتبة مدبولي.

الشخص، عبدالعزيز. الدماطى، عبدالغفار. (1992) : قاموس التربية الخاصـة وتأهـيل غـير العاديين. القاهرة:  مكتبة الانجلو المصرية.
شعلان، محمد. (1979) : الاضـطرابـات النفســية فى الأطفالالجزء الثاني) . القاهرة :  الجهاز المركزى  للكتب الجامعية.
الشامي، وفاء. (2004- أ). خفايا التوحد أشكاله وأسبابه وتـشخـيصه. جدة: الجمعية   الفيصلية الخيرية النسوية .

سوين، ريتشارد. (1979) : علم الأمراض النفسية والعقلية (أحمد عبد العزيز :مترجم ) . القاهرة : دار النهضة العربية. 
الخطاب، عمر. (1991) . التشخـيص الـفارق بين الـتخــلف العـقلي واضـطراب الانتباه والتوحدية. دراسات نفسية، (الجزء الثالث) . القاهرة : دار النهضة.
الرخاوى، يحيى. ( 2003) : مخاطر استيراد الأفكار والمناهـجشبكة العـلوم النفسية العربية،   www.arabpsynet.com    .
الأشـول، عـادل. (1987 ). موسـوعة الــتربية الخاصةالقاهرة مكتبة الانـجلو.
محمد، عادل. (2002) . الأطـفال التوحديون دراسات تشخـيصية وبرامجـية. القاهرة:دار الرشاد.

عسلية، كوثر.(2006).التوحد. عمان : دار صفاء للنشر والتوزيع.

زيتون، كامل. (2003) . التدريـس لـذوى الاحـتياجات الـخاصـةالقاهـرةعالم الكـتب.

Volkmar,F.,&Cohen,D.(1999). Autistic disorder. In R, Michels. ( Eds.) 

       Psychiatry, Lippincott Company  Philadelphia , London , New  

      York ,Hagerstown ,Revised  Edition.


عبدالحكيم  يوسف العواس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق